لكى ندرك مدى ما نلمسه من سهوله فى الاتصالات
اليوم لابد وان نلقى نظره تاريخيه لكى نعلم تطور الاتصالات عبر الزمن
حيث كان التطور بطيئا فى بادىء الامر ثم
انطلق بخطى واسعه شملت كل المجالات والتخصصات حتى اصبح من الصعب ملاحقه التطور فيها
ونستطيع ان نسجل البدايات الاولى لتاريخ
الاتصالات مع اختراع العالم الايطالى (فولتا) للبطاريه الكهربيه وكلنا عارفين وحده
قياس الجهد وهى فولت من اسمه وتم عرض الفكره
1801 وفى 1820 اكتشف العالم الدانماركى أورستيد ان التيار الكهربى ينتج عنه مجال
مغناطيسى وفى 1831 استطاع مليكل فاراداى الانجليزى ان يولد تيار كهربى بالتاثير
عندما حرك مغناطيسا بالقرب من سلك جيد التوصيل وادى ذلك الى اكتشاف ان ان المجالات
الكهربيه يمكن ان تنشا لتغير فى المجالات المغناطيسيه اى انه اثبت صحه عكس نظريه
اورستيد
تطور الاتصالات السلكيه (التلغراف والتليفون
)
اول من صمم نظام للتلغراف يعمل لمسافات بعيده
هما العالمان الالمانيان جاوس و ويبر
وكانت الفكره تعتمد على ان جهاز استقبال الاشارات التلغرافيه يتكون من ابره
مغناطيسيه حره الحركه داخل ملف يحمل تيار الاشاره التى يتم استقبالها والاتجاه
الذى تنحرف اليه الابره يعتمد على اتجاه التيار داخل الملف وبنا على ذلك تم وضع الكود للحروف الابجديه
وفى الولايات المتحده الامريكيه استطاع صمويل
مورس ابتكار نظام جديد للتلغراف باستخدام طريقه النقطه – الشرطه للكود وهو ما يعرف
حتى الان بكود مورس
وفى عام 1866 تم بنجاح انشاء خط تلغرافى ثابت
بين الولايات المتحده واوربا
وعلى الرغم من ان الفضل فى اول نظام للتليفونات يرجع الى العالم الامريكى
الكسندر جيرهام بيل فان اول محاوله ناجحه كانت على يد مدرس المانى يسمى فيليب رايز
1860 وربما نندهش حينما نعلم انه لم يتمد
الانتهاء من مد اول كابل تليفونى تحت الماء عبر المحيط الاطلنطى الا 1953 اى انه
منذ زمن ليس ببعيد
تطور الاتصالات اللاسلكيه (الارسال الاذاعى
والتليفزيونى)
الاساس فى الاتصالات اللاسلكيه يرجع الى
النظريه العامه للموجات الكهرومغناطيسيه وانتشارها للعالم الاسكتلندى ماكسويل
وطرحها 1864 واعتمد ماكسويل فى نظريته على الظواهر الكهرومغناطيسيه التى اكتشفها
من قبل اورستيد وفاراداى واخرون
واستطاع ان يحققها عمليا الفيزيائى الالمانى
هينريش هيرتز واستطاع اوليفر لودج ان
يستقبل اشارات لاسلكيه مرسله من مسافه 150 يارده وتوالت المحاولات حتى نهايه 1901
تم استقبال ثلاث اشارات خافته مرسله لاسلكيا عبر الاطلنطى بعد ان قطعت فى رحلتها مسافه
1700 ميل وهى دى كانت بدايه عصر الاتصالات اللاسلكيه بعيده المدى
ومن ناحيه اخرى احدث اختراع فليمنج الانجليزى
للصمام الثنائى عام 1904 واختراع لى دى فورست الامريكى للصمام الثلاثى او الترايود 1906 ثوره فى عالم الاتصالات
حيث
امكن من خلالهما نقل الصوت لاسلكيا وبدأت اول محطه ارسال اذاعى عملها بمدينه
بيتسبرج بالولايات المتحده عام 1920 وكان الارسال الاذاعى يتم فى اوقات محدده ولم
يكد 1923 ينتهى حتى كانت بالولايات المتحده اكثر من 500 محطه اذاعيه
اما
بالنسبه لاجهزه الارسال الاذاعى وتطويرها كان للمهندس الامريكى ارمسترونج دور كبير
فيه فقام خلال الحرب العالميه الاولى
بتصيم جهاز استقبال ذى كفاءة عاليه واعتمده
فكره هذا الجهاز على تقليل الموجه الحامله للاشاره اللاسلكيه حتى يصل الى النطاق الترددى الطبيعى للاشاره
المرسله التى يراداستقبالها وهو ما اطلق عليه تضمين التردد
اول محاوله للارسال التليفزيونى قام بها
العالم الروسى زوريكاين فى 1929
شهد النصف الاخير من القرن العشرين ثلاث قفزات هائله شكلت نقاط تحول محوريه
فى تطور الاتصالات
القفزه الاولى : اختراع الترانزستور فى 1948
بواسطه براتان وشوكلى وحصلوا على جائزه نوبل 1956 وكان لاختراعهم اثر كبير فى
تصغير حجم اجهزه الارسال والاستقبال المستخدمه فى نظم الاتصالات
القفزه الثانيه : التوصل لصناعه الدوائر
المتكامله صغيره الحجم عاليه الكثافيه التى تحوى عددا كبيرا من الترانزستور
ونتيجه للقفزتين الاولى والثانيه امكن تصغير
حجم الحاسب على سبيل المثال بعد ان كان يشغل حجم غرفه باكملها اصبح شخصيا صغير
الحجم وعلاوة انه اصبح اكثر سرعه وسعه
القفزه الثالثه : 1948 حيث نشر العالم
الامريكى شانون بحثه الذى وضع فيه اساس الاتصالات الرقميه التى تتميز بكفاءتها
العاليه وبعد تشعبت الاتصالات فى مجالات اربعه جديده
ترتبط ببعضها البعض فى شبكه شديده الدقه والتعقيد وهذه المجالات هى اتصالات
الحاسبات والاتصالات عبر الاقمار الصناعيه
والاتصالات بواسطه الالياف الضوئيه واتصالات المحمول او الاتصالات الشخصيه
وهذا يو ضح اليك عزيزى القارىء سرعه التطور
فى مجال الاتصالات وكيف انها ساهمت ان تصبح حياتنا بالشكل الذى نراه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ضع تعليقك أو أستفسارك