ابحث فى المدونة

أحدث المواضيع

ماذا قدم العرب والمسلمين على مدى تاريخهم فى علم الهندسة:

أردت أن اكتب فى هذا الموضوع لاننى أشعر بأن هناك حلقة مفقودة من تاريخنا ولا نعلم عنها الكثير كما أنه يجهل بوجودها كثير من الناس فانه على العكس من العلوم الطبية - التى اشتهر علمائها فى تاريخنا العربى والاسلامى ويعرف الكثير من الناس عن علمائها امثال ابن سينا والرازى وابن النفيس والزهراوى وغيرهم- نجد الوضع فيما يخص العلوم الهندسية لا نعرف الكثير عنها وعلى الرغم من أنه بعض الناس يعرفون اسهامات العرب فى العمارة الاسلامية والبناء حيث ابدع العلماء العرب والمسلمون في العمارة التي تجمع بين العلوم والتقانة
والفنون، وتدل الشواخص التاريخية على عظمة العمارة العربية والاسلامية التي منها: جامع قرطبة وقبة الصخرة في القدس وتاج محل في الهند وغيرها إلا اننى فى هذه المقالة لن اتطرق للعمارة الاسلامية ولكنى سوف انتبه الى جانب اخر وهو الاسهامات الهندسية فيما يعرف اليوم بالهندسة الميكانيكية - ولا يمكننى التحدث عن الهندسة الكهربية إذ انها علم حديث نسبيا لم يمضى عليه النيف من القرون- وقبل أن نبدا فى اسهامات العرب لابد ان نعرف ان علم الهندسة الميكانيكية كان معروف عند العرب فى السابق باسم علم الحيل ومن اشهر علمائه  هوثابت بن قرة الحراني البغدادي وهو أبو الحسن ثابت بن قُرة الحراني البغدادي (221 ـ 288هـ/826 ـ901م)؛ أصله من حران،  أبو علي الحسن بن الهيثم المهندس البصري المتوفى عام 430 هـ، ولد في البصرة سنة 354 هـ على الأرجح، بديع الزمان ابو العز اسماعيل  الرزاز الملقب بالجرزى او ابن الرزاز ولا يعرف احد تاريخ ميلاده على وجه التحديد،محمد بن معروف الملقب بتقى الدين بن مسعود ولد 942هجرية – 1525 ميلادية ومن المهندسين ايضا ايضا موسى بن شاكر وبنيه محمد والحسن واحمد وغيرهم .
أحدى ألات بن الرزاز الملقب بالجزرى



العرب والهندسة:
 أخذ اليونان الهندسة عن الأمم التى سبقتهم، وقد درسوها درسا علميا وأضافوا إليها إضافات هامة وكثيرة، جعلت الهندسة علما يونانيا. وأول من كتب منهم فيها " أقليدس " ، وقد عرف كتابه باسم " كتاب أقليدس " . وفي هذا الكتاب؛ قسم " أقليدس " الهندسة الى خمسة أقسام رئيسية ؛ ووضع قضاياه على أساس منطقي عجيب لم يسبق إليه ، جعل الكتاب المعتمد الوحيد الذي يرجع إليه كل من وضع تأليف في الهندسةز وما الهندسة التى تدرس في المدارس الثانوية في مختلف الأنحاء إلا هندسة " أقليدس " مع تحوير بسيط في الإشاراتوترتيب النظريات ونظام التمارين.وحينما نهض العرب نهضتهم العلمية، أخذوا " كتاب أقليدس " ، وترجموه إلى لغتهم وتفهموه جيدا، وزادوا على نظرياته ؛ ووضعوا بعض أعمال عويصة وتفننوا في حلولها.ويقول " ابن القفطى " عن كتاب أقليدس :-
" 
وسماه الاسلاميون " الأصول" ، وهو كتاب جليل القدر عظيم النفع أصل هذا النوع، لم يكن لليونان قبله كتاب جامع في هذا الشأن، ولا جاء بعده إلا من دار حوله وقال قوله، وما في القوم إلا من سلم إلى فضله وشهد بغزير نبله ."
وقال ابن خلدون في مقدمته -:
"
والكتاب المترجم لليونانيين في هذه الصناعة – الهندسة – " كتاب أقليدس " يسمى كتاب " الأصول " أو " كتاب الأركان "، وهو أبسط ما وضع للمتعلمين، وأول ما ترجم من كتب اليونانيين في الملة أيام أى جعفر المنصور، ونسخه مختلفة باختلاف المترجمين، فمنها
:-
"
لحنين بن اسحاق " و " لثابت بن قرة " و " يوسف بن الحجاج ".

وألف العرب كتبا على نسقه وأدخلوا فيها قضايا جديدة لم يعرفها القدماء؛ فقد وضع " ابن الهيثم " كتابا من هذا الطراز " يستحق أن يعتبر واسطة بين كتاب " القواعد المفروضة والبراهين الاستقرائية لأقليدس" وكتاب " المحال المستوية السطوح لأبولونيوس " وبين كتابي " سمسون simson "  و " ستيوارت "Stewart " ، فإنه بمثل تلك الكتب كمال الهندسة الابتدائية المعدة لتسهيل حل الدعاوى النظرية.
العالم الجليل الحسن بن الهيثم


ومن المعروف ان العرب لم يتوقفوا فى دراساتهم على الطرق النظرية والاستنتاجات القياسية كسالفهم من علماء الاغريق ولكنهم كانوا عند مرحلة معينة يقومون بالبدء فى الطرق التجريبية وابتكار الألات التطبيقية كما كان نظرائهم فى الطب يقومون بالتشريح والتجارب فى العلوم الطبية
وسنتبين ذلك ان شاء الله من خلال ذكر بعض التراجم لهؤلاء العلماء وتوضيح اسهاماتهم العلمية.

اولا ثابت بن قرة الحراني:
من أشهر علماء الهندسة في العالم الإسلامي : ثابت بن قرة الحراني البغدادي وأولاده.
 
وهو أبو الحسن ثابت بن قُرة الحراني البغدادي (221 ـ 288هـ/826 ـ901م)؛ أصله من حران ، واستوطن بغداد إلى حين وفاته، ونال حظوة عند الخليفة المعتضد(279 ـ 289هـ/ 892 ـ 901م)، وكانت له شهرة في علوم متعددة، كالفلك والطب والرياضيات والفلسفة، وترجم كتباً عديدة للأقدمين في كل هذه العلوم؛ لمقدرته على إجادة العديد من اللغات، كالسريانية واليونانية والعبرية.

وقد أقر مؤرخو العلوم بريادة ثابت بن قرة في علم الهندسة، وأنه أعظم علماء المسلمين في هذا الفرع، وذكروا له عدداً من النظريات؛ بعضها من إبداعه، وبعضها تطوير وتجديد لآراء قديمة، مثل تطوير نظرية فيثاغورث (584 ـ 495 ق.م) التي تقول : "إن مربع الوتر في المثلث قائم الزواية يساوي مجموع مربعي الضلعين القائمين".

وكان من أهم الكتب التي ألفها ثابت بن قرة في الهندسة وبعض فروع الرياضيات الأخرى : كتاب (المدخل إلى أوقليدس) ـ رسالتان في أعمال أرخميدس (أرشميدس) بالهندسة ـ  ومن أعماله أيضاً؛ تعليق على كتاب الكرة والإسطوانة لأرخميدس، ولـه المختصر في الهندسة، وكتاب في مساحة الأشكال ، وكتاب في قطوع الاسطوانة ـ وكتاب (في التفاضل والتكامل) ـ ورسالة في المربع وقطره، إلى غير ذلك من المؤلفات.


وسنكتفى بهذا الحد حتى الان على أن نكمل باذن الله ترجمة للمزيد من العلماء ونبين مدى اسهاماتهم الحضارية ومن امثلتها اختراع العمود المرفقى وهو ما يعرف الان crankshaft والمضخات وغيرها.




ارجو ان تكونوا قد استفدتم ونسالكم الدعاء.

0 comments:

data: commentLabel/
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...